كرة قدم ام سياسة

في أكتوبر 1932 ، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) - وبعد مفاوضات طويلة - إسناد مهمة تنظيم كأس العالم 1934 إلى إيطاليا الواقعة تحت الحكم الفاشي بقيادة بينيتو موسوليني ، ولكن موسوليني - وحليفه الألماني أدولف هتلر - استغلا البطولة لعمل "بروباجندا" واسعة النطاق للفاشية الإيطالية والنازية الألمانية قبل انطلاق أوليمبياد برلين 36.

وسبقت البطولة العديد من الأحداث ، فأوروجواي حاملة اللقب رفضت المشاركة في البطولة ردا على عدم ذهاب عدد من الدول الأوروبية إلى البطولة التي استضافتها عام 30 ، ليكون المنتخب الوحيد في التاريخ حتى الآن الذي لم يدافع عن لقبه.

وفي غطرسة بريطانية ، رفضت إنجلترا وأسكتلندا وآيرلندا الشمالية وويلز المشاركة في كأس العالم لمشاكلها مع الفيفا ولإحساس بريطانيا بأنها مهد كرة القدم ، ومن ثم لا يوجد اتحاد يتحكم فيها ، وكانت آيرلندا هي الوحيدة التي خرجت على الطوع البريطاني وشاركت في التصفيات ، ولكنها فشلت في التأهل.

كما أن مشاركة "الفراعنة" هي التي فتحت الطريق للعديد من المنتخبات خارج أوروبا والأمريكتين للمشاركة في البطولة ، إذ أن مصر هي أول منتخب من خارج القارات الثلاث يشارك في البطولة بعد الفوز على فلسطين في التصفيات 11-2 بمجموع المباراتين.

وكان نظام البطولة يقضي بخروج المغلوب ، وكانت البداية الإيطالية موفقة للغاية باكتساح تام للولايات المتحدة بسبعة أهداف مقابل هدف ، وخسرت مصر أمام المجر بأربعة أهداف مقابل هدفين ، وتأهلت ألمانيا والسويد والنمسا وإسبانيا وتشيكوسلوفاكيا وسويسرا إلى دور الثمانية لتظهر قوى جديدة في كرة القدم بعد خروج جميع المنتخبات التي ظهرت في الدور قبل النهائي في أوروجواي 30.

وشهد دور الثمانية واحدة من أقوى مباريات البطولة بين إيطاليا وإسبانيا ، فبعد أداء بطولي من ديفينو زامورا حارس مرمى إسبانيا ، نجح الإسبان في التعادل وخوض مباراة إعادة فازت فيها إيطاليا بهدف جوزيبي ميئاتزا ، وصعد للدور قبل النهائي كل من ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا.

ولم تجد تشيكوسلوفاكيا أي صعوبة في تخطي ألمانيا لتصعد إلى المباراة النهائية ، لتكون أول دولة شرق أوروبية تصعد إلى النهائي ، وعانت إيطاليا قليلا أمام النمسا ، ولكن بفضل لمسة من قدم أرجنتينية الأصل إيطالية الجنسية أحرز إنريكي جوايتا هدف الفوز ليقود "الأتزوري" للمباراة النهائية.

ووسط 55 ألف متفرج تقدمهم موسوليني شهد العالم ثاني نهائي لكأس العالم بين إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا.

وظل الموقف معقدا حتى الدقيقة 70 عندما أحرز أنطونين بوك هدف التقدم لتشيكوسلوفاكيين ، ولكن قبل ثماني دقائق من النهاية أنقذ رايموندو أورسي رؤوس زملائه من "مقصلة" موسوليني بإحرازه هدف التعادل.

ولجأ المنتخبان إلى أول وقت إضافي في نهائي كأس العالم وبالرغم من إصابة ميئاتزا ، إلا أن هدفا من أنجلو شكيافيو قرر بقاء كأس جول ريميه في العاصمة الإيطالية روما وازدياد جنون الفاشية.

نجم البطولة

خطف شاب صغير قلوب جماهير إنتر ميلان عام 1927 عندما شارك مع الفريق وهو في السادسة عشرة من عمره بإحرازه 49 هدفا في أول موسمين له مع الفريق ، لتتغنى بعد ذلك جماهير الإنتر باسمه .. وهو .. جوزيبي ميئاتزا.

ولد ميئاتزا في ميلان في الثالث والعشرين من أغسطس عام 1910 ، ولعب في صفوف الفريق الذي عشقه منذ الصغر وهو إنتر ميلان وظل يلعب في صفوفه حتى عام 1940 قبل أن ينتقل إلى الخصم الأزلي ميلان ، لكن بسبب إصابة في الركبة لم يشارك سوى في 37 مباراة طوال موسمين كاملين ، ليفضل الانتقال إلى اليوفنتوس في الوقت الذي بدأ فيه الحلفاء الزحف على إيطاليا إبان الحرب العالمية الثانية ، ليتوقف الدوري الإيطالي لمدة موسمين لينتقل إلى أطالانطا ، ولكن الحنين إلى الإنتر ظهر مرة أخرى ليعود إلى الفريق في عام 46 لينهي حياته الكروية بعد أن أحرز 243 هدفا في 361 مباراة.

وقاد ميئاتزا إيطاليا للفوز بكأس العالم 34 ثم الاحتفاظ باللقب عام 38 ، ولعب 53 مباراة أحرز فيها 33 هدفا.

وبعد وفاته في أغسطس 1979 تم إطلاق اسمه على ملعب سان سيرو والذي يتشارك فيه فريقي ميلان وإنتر